عقد قسم التاريخ بجامعة الأقصى ومؤسسة القدس الدولية في فلسطين ندوة نوقش فيها كتاب: "التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في بيت المقدس ما بين 1897- 1994"، وهو في الأصل الأطروحة التي من خلالها حصل الباحث إبراهيم الزعيم على درجة الدكتوراه.
تحدث في الندوة الدكتور أحمد أبو حلبية رئيس مؤسسة القدس الدولية في فلسطين، حول العلاقات الوطيدة التي تربط بين المسلمين والمسيحيين في المدينة المقدسة، مستذكراً هبة باب الأسباط عندما أرادت سلطات الاحتلال إقامة بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى المبارك؛ فهب أهل القدس مسلمون ومسيحيون وأفشلوا المشروع، وأكد أن المدينة المقدسة بحاجة لرص الصفوف وتكاثف الجهود دفاعاً عن المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها .
ج
وفي كلمته قال المؤلف الزعيم إن أهمية الكتاب تأتي من كونه يتناول قضية إنسانية، لا زالت حاضرة في القدس، مضيفا أن الكتاب رد على شبهات أثيرت حول الإسلام، أنه أجبر أهل البلاد التي فتحها على اعتناق الإسلام، أو على الأقل اقتفاء أثر ثقافته، موضحا أنها فرية مدحوضة، فالمسيحيون والمسلمون في القدس، يعتبرون أنفسهم أهل ثقافة إسلامية، وحضارة عربية.
وقدم الزعيم بعض الأمثلة للتعايش الأخوي بين المسلمين والمسيحيين على مدار 100 عام مرت على مدينة القدس، على الصعيد الديني، والاجتماعي، والثقافي، والنضالي ضد الاحتلال البريطاني والإسرائيلي.
وقد عرض الكتاب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة الدكتور خالد صافي، حيث أوضح أهم المواضيع التي جاءت في فصوله وتناول بالنقاش الأفكار التي طرحت في الكتاب، وأشاد بالكتاب وبالمؤلف الذي أجاد اختيار عنوان البحث، وبين أن الكتاب شاملاً وموجزاً وأرّخ للحياة الاجتماعية في مدينة القدس بين المسلمين والمسيحيين، وأظهر انغماس المسيحيين في فلسطين والقدس بالعمل السياسي الوطني، ومشاركتهم في مقاومة الاحتلال البريطاني والإسرائيلي جنباً مع إخوانهم المسلمين.
وأضاف صافي: أن ما لحق المسيحيين من غبن واضطهاد في السابق، كان سببه مزاج وتشدد بعض الولاة وما أصدروه من قرارات غير منصفة بحقهم.
الندوة التي أدارها الدكتور يوسف الزاملي لاقت اهتماماً من الحضور الذين أكدوا على أهمية الموضوع، وأكدت منسقة الندوة الأستاذة مرفت سرداح نائبة رئيس قسم التاريخ في الجامعة أن هذه الندوة هي باكورة ندوات وأنشطة ثقافية في هذا المجال.